الى زمن ليس بالبعيد ماعدت استسيغ طعم الاشياء كالسابق ، حتى تلك الاشياء التي تثيرني بت لا اكترث لوجودها في حياتي ، ربما امر بمرحلة تشرنق وهذا امر لااستبعده فقد قضيت جل حياتي مثل يرقه تنهش اوراق الشجر ، بيد ان اليرقه تصبح خادرة لتتحول بعد ذلك الى جمال ، الا انني كنت انهش الايام من عمري وكأني استعجل الشيخوخه مدفوعا بما يسمى الطموح ،، اكذوبة الطموح ،، وما اجمل الاكذوبة التي كنت اعيشها ،، اكذوبتنا نحن الرجال المخدوعين الموصومون بأنياط الخزعبلات ونياشين الانفه ، ربما الديدان ينتهي بها المطاف لتصبح جمالا ولكن نحن ينتهي بنا الامر لنصبح رجالا وما اقبح ان تكون كذلك ،، الا هبي بصحنك فأصبحينا .. فما عاد هناك زيت بالمصباح ،، ألم يعد ؟ متى رحل ؟ سيعود .. مكبلٌ بالاهازيج و الاكاذيب ، إن سألوك عني قولي لهم : كنت اهواه ويهواني .
خلال صمتي لعشر دقائق حققت اكتشاف مذهل ، ادركت انني قادر على الكلام بعدها ، سأجرب ان لا اتنفس لعشر دقائق .. ترى ماذا سأكتشف هذه المرة ..!!
لعشر دقائق فقط يمكنك ان تكتشف الكثير و ان تتعلم اكثر ،، فلماذا عشت 35 عاما لأكتشف .. ماذا اكتشفت ؟ اه اجل اكتشفت ان الاشياء لم تعد تثيرني كما كانت .. ما الذي يثير الرجل ؟ يكسب اهتمامه ويلفت نظره ،، المراءة ؟؟ أيجب ان اكمل حياتي وانا اهتم بنفس الاشياء محاولا اثبات انني كائن طبيعي يحب امراءة ويكون اسرة وينجب اطفالا ويخدم وطنه ويحسن معاملة القرود ولا يدوس على الصراصير بحذائه ويسير في الشارع مؤدبا خلوقا يخاف الرب ويرتجي الدخول الى الجنة ؟؟ اذا كنا نملك تصورا نمطي عن حياة سنعيشها مع اختلاف التفاصيل في بعض الاحيان فهل هذا التصور يقتل فينا الاثاره و الاهتمام .
من المقزز جدا ان تحيا محاولا ان تحقق شيئا .. شيء ما مهما كان صغره لتكتشف ان الاشياء الصغيرة قد تحقق فارقا في حياتك الجد مكرره وما الاشياء الكبيرة الا مجرد طموحات ، استنفذتك واستهلكت جل حياتك دون جدوى ولا طائل ، و نحن الرجال لدينا طموحات مضحكه والمضحك في الامر انها اكبر منا و اول هذه الطموحات ان نروض النساء وما ان تعطينا احداهن مانريد حتى نتركها وان لم تعطي نتجاوزها .. لماذا ؟ لان لدينا طموحات . و لانني احب طموحاتي لا احب ان يقف شيء في طريقي لتحقيقها ،، و لانني رجل اتصرف هكذا طبعا .
احدى ابسط المفارقات ان ذكر الثعلب يقضي حياته مع زوجة واحدة ولا يبدلها او يتخلى عنها وحتى بعد موتها يبقى مخلصا لها ويكمل بقية حياته لوحده ، اما عنها هي فما ان تأخذه المنيه حتى تبحث عن غيره مباشرة ،، اشك في ان تجد رجلا يفعل فعلته ،، لان لدينا طموحات لانفعل ذلك طبعا و لاننا لسنا ثعالب .. هذا اذا استثنينا رأي النساء فينا .. فأزعم ان اغلبهن يتفقن في وصفنا بالثعالب ولكن لو عرفن حقيقة ذكر الثعلب وما يفعله مع انثاه لأعدن النظر في وصفنا بالثعالب ، وربما استكثرن علينا ان نكون من الثعالب .
ان استعجال الاشياء يفقدها لذتها ، الا استعجال الموت فلا تتغير لذته مهما كانت صورته ، و اكثر الامور حزنا هي استعجال البعض ليكونوا رجالا ، ضمن اولئك الذين يفعلون الاشياء المقززه ، و سرعان ما يركلون النساء فليس غريبا عليهم فعل ذلك ، فهم يركلون منذ ان كانوا في بطون امهاتهم .
انهم يركلون و يركلون ثم يركلون ،، ومن ثم يدعون الرجوله