الثلاثاء، 21 يوليو 2009

السبت، 18 يوليو 2009

بدون معنى

الزيز ..
حشرة صغيرة تختبئ تحت الارض 17 عاما لتخرج منها بعد سباة طويل والغرض بسيط تتحول الى شرنقه ثم الى خادرة ثم فراشه وذلك خلال فترة قصيرة جدا بقصد التزاوج وهكذا دوالي ...
ما المعنى من كل هذا ؟ هل يستحق الامر كل هذا ؟ لمدة 17 سنه ؟؟
تحديدا ما المعنى من هكذا حياة تحياها هذه الحشرة الصغيره التي تشبه الصرصار ؟
حقيقةُ لا اعرف ما المعنى من عدة اشياء في هذه الحياة ولكي اكون منصفا ودقيقاُ : ما المعنى من حياتي ؟
طبعا سينجرف الكلام من فم اي شخص اقول امامه هذا الكلام بل سيمطرني بمقال عرمرم و الويل لي اذا كان شيخاُ ولا استغرب ان اتهمني بالجهل وعدم ادراكي لكلام الله واياته .
الا انني كثيرا ما امعن التفكير و ربما اجد نفسي اجتر تجاربي وكل ما مررت به بل اذهب الى ابعد من ذلك وربما الى حد الجنون ( عفواُ لا اقصد الجنون المتعارف عليه يا سادة ) .
طيب يا سيدي ..
ما المعنى من حياة لاتجد فيها كل الاجوبه على اسئلتك ؟
ما المعنى من حياتك اصلا ؟ لعبادة الله فقط ؟ اليس هذا جوابك ان كنت مسلما ؟ عملا بالايه الكريمه التي وردت بالقران الكريم .
فيما معناها ان الله خلق الانس والجن لعبادته ، لا لا اريد الدخول في حوار ديني ولا اريد ايضا ان اسمع مونولوج لفلسفتك في الحياة ، دعك عني من كل هذا فقط ابحث عن اجابات لا عن فلسفه طوباويه لاتصلح ان تطبق على الارض .
يا سادة
لست ملحدا كما قال لي احدهم ذات مرة عندما ناقشته . بل اريد ان ادرك المعنى من الوجود .
لي صديقه كثيرا ما حاولت اقناعي بأن هناك مخلوقات فضائيه او جنس اخر غيرنا يحيا في هذا العالم (الكون برمته ) ، الحقيقه ان منطلق تفكيرها ان كل هذا الكون الفسيح والمترامي الاطراف والذي لانهاية له لم يخلق او يوجد هدرا ، بل لم يسخر لبني البشر فقط فليس من العدل ذلك ولا المنطق ان يكون ذلك ، نحن لانساوي حتى ذرة في هذا الكون ، فكيف له ان يكون قد خلق لنا نحن فقط ؟ امعن النظر في هذه السماء في هذا الفضاء الفسيح ، هل يعقل ان لايوجد غيرنا فيه ؟
لو اجبت بالنفي لقلت لك ان هذا كله هدرا لا مبرر له . بل لامعنى له .
رغم ضرورات الحياة اليوميه الا انني كثيرا ما اقف لكي القي نظرة على مايدور حولي ، لعل من الطبيعي ان يحيا الفرد في مجتمع لكون الانسان مخلوق اجتماعي بالفطره له واجبات وعليه التزامات تجاه المجتمع او الجماعه التي ينتمي او يحيا بكنفها ، ان اغلب افراد هذه الجماعه او المجتمع يكررون نفس الافعال منذ الاف السنين نفس الاخطاء ونفس الاشياء وان اختلفت الطريقه من جماعه الى اخرى الا ان النتيجه واحدة .
في مجتمعنا نحيا حياة نمطيه مكرره بسيطه رغم ضروراتها ومتطلباتها من زمن لاخر ، بمجرد ما ان يولد الرجل مثلا وما ان يصبح مؤهل او كامل الاهليه ليكون فردا في المجتمع عليه ان يكرر نفس الافعال التي فعلها من كانو قبله ، لعل ابرزها وفي النمط الطبيعي الذي يراه المجتمع ان يكون اسرة في كنف مجتمعه وعليه ان يتولى الاهتمام بتكاليف هذا الامر من قبل ومن بعد وما يترتب عليه من ازدياد لعدد افراد هذه الاسره فيما بعد ، ولن اشرح اكثر فكلنا يعرف ماهية الشكل العام لحياة فرد ما في مجتمعه .
مالمعنى من كل هذا ؟ نكرر نفس الافعال منذ الاف السنين بل نسن القوانين ونضع الحدود و الشرائع واللوائح لننظم فعلا نكرره منذ زمن سحيق ، ما النتيجه من هذا كله ؟ هل يجب علي ان اكرر نفس الفعل لكي اكون فردا طبيعيا في هذه المجتمع ؟
هل يتوجب ان اشغل واكسب مالا واتزوج وانجب اطفالا واربيهم واشيخ واموت لاكون فردا طبيعا ؟
مامعنى ذلك ؟
هل هذه هي الحياة بكل بساطه ؟
المصيبه ان هذه هي مجريات الامور ، مهما حاولنا تبريرها او حاولنا تفسيرها الا ان حقيقة الامر هي هكذا .
طيب هناك من يحاول تفسيرها بطريقه تستند على الدين بشكل او بأخر
هل المعنى ان نعبد الله لندخل الجنه فقط ؟ هل الغايه من العبادة او الهدف هو دخول الجنه ؟ هل يجب ان نحيا لنعبد الله عز وجل ؟ ان نكرر نفس الافعال ونعبد الله لندخل الجنه بكل بساطه ؟
ومن يخالف ذلك يدخل النار ، اليس كذلك ؟
كثيرا ما استمع الى جدلية (ديالكتيك) المخير والمسير بحياة الانسان في امور حياته ، وكم يضحكني ذلك
استغرب كثيرا ان يشغل احدهم نفسه بما هو مخير فيه ومسير فيه في حياته وفي شئونها ولا يقف ولو لحظه ليفكر في مالمعنى من ذلك اصلا ؟
اعود واقول وربما لا اجد ما اقول عندما يسالني احدهم : لماذا لم تتزوج الى الان ؟ احس فجأة انني شاذ في المجتمع ( عفوا ليست شاذ بالمعنى الجنسي ) ، هل يجب ان احيا مثلهم واتجاهل المعنى الحقيقي للحياة لكي اكون فردا طبيعيا بينهم ؟
لعل عدم وجود المعنى هو معنى بحد ذاته .