الثلاثاء، 26 يناير 2010

بدون معنى 2



لتذوق فنجان قهوة يلزمك تحريك 70 عضله واذا لم تستسيغ طعمها عليك ان تحرك المزيد من عضلات جسمك لتبعدها عنك..عندما قرر ميخائيل غورباتشوف تطبيق البروستريكا أي اجراء الاصلاحات للاتحاد السوفيتي السابق وجد نفسه قد دمر امبراطوريه استنزفت 70 عام لتكون ماكانت عليه و بعد ازاحته عن الرئاسه ظهر غورباتشوف في اعلان للبيتزا بعد ان مزق الاتحاد السوفيتي السابق.. عندما اخذ الغرور بفايلق روما قام هنيبال بكسر هيبة روما بعد ان ذبح 70 الف من جنودها بواسطة كتائب المشاة الليبيون، اقل ما يقال انها افعال بنيت على قرارات دون معنى .

كثيرة هي الاشياء التي نفعلها ونكرر فعلها ولا نعلم انها بدون معنى

هل سبق لك ان فعلت شيئا دمر حياة غيرك ؟

هل سبق لك ان فعلت شيئا اساء لغيرك ؟

كثيرون من يجيبون بالنفي ، فلا احد منا يقر بفعلته .

اليوم مثلا عند نزولي درجات السلم وما ان اكمل اخر درجه حتى اجد نفسي في احضان الشارع وسط وجوه العابرين ونحيب محركات السيارات .. وما ان ادلف جسدي بينهم حتى استذكر حادثة ولادتي وانتقالي من عالم هادىء ومريح الى حياة الدنيا وضجيجها لأستطرد السنوات التي قضيتها وادرك انها كانت بدون معنى ..

الا ان الشيء الذي يجب ان اعترف بوقوعه وصحته هو انني لطالما اساءت لغيري واتخذت قرارات دمرت حياتي ولربما حياة غيري .

وما ا ن افقت من غفوتي مع نفسي حتى لمحت كرسي ( الحاج علي) رحمه الله .. والذي سبق ان طرحت عليه هذان السؤلان اثناء حوار دار بيني وبينه وكم كثيره هي حوارتنا التي كانت .. وما اذكره انه رد عليا قائلا :

عليك ان تعلم جيدا ان لكل شخص منا اكثر من وجه يتعامل به مع الغير ، بل اكثر من شخصيه واكثر من دور يقوم به ( انا اتفق معه في هذا الكلام ) ، ولكي تتقن فن التعامل مع الغير لاضير في القليل من النفاق الاجتماعي شرط ان لا تعتبره شيء ضروري ( كلامه هذا يحتاج الى خبره لتطبيقه ) ، واردف قائلا : ان دمار الامم لايعني بالضرورة شيء سيء بل احيانا امر صحي ومفيد واعطيك مثالا بسيط : عندما انهارت الدوله الاسلاميه انتشرت الايادي المهرة والحرفيون والصناع في اصقاع الارض وتجاذبتهم الامم الاخرى ، الامر الذي اثرى هذه الامم وادخل اليها مهارات وصناعات لم تكن تعرفها واستنبطت من العلوم الاسلاميه علوم اخرى لازلنا الى اليوم نطورها .. لذلك لاتكن متحاملا على نفسك كثيرا ولا داعي لتتخذ موقف عدائي من نفسك .

لا ادري لما كلامه ذكرني بمعضلة العله والمعلول مع انني عندما اتعمق في كلامه اجد انه اشار في اول كلامه الى اننا نسيء لغيرنا ولانفسنا دون ان ندري بطريقة تعاملنا مع الغير والى ان الدمار في حد ذاته امر طبيعي لنتعايش مع بعضنا البعض ولو كان على حساب البعض وهذا يقودنا الى القاعده الذهبيه في المنطق العسكري وهو لاضير من التضحية بالثلث من اجل الثلثين .

لما احس انني ابحث عن مبررات لنفسي ؟ او احاول ان اجد العزاء لها في ما فعلته ؟

سألتني ذات مرة استاذه في مادة الاحصاء بعد ان علقت عن عدم اقتناعي بنتيجة لاحد الامثله في المنهاج ..

- لنفترض انك ذهبت نحو البحر وقبل ان تصل .. اذ بالناس يركضون نحوك مذعورين ويصرخون وسمعتهم يقولون ان البحر كله يحترق .

ماذا تفعل ؟ هل تصدقهم لتجد نفسك هارب معهم ام تصدق المنطق الذي يؤكد استحالة حدوث ذلك ؟

كثيرة هي الاجوبه التي لانقتنع بها في هذه الحياة وكثيرة هي الافعال والقرارت التي نفعلها ونتخذها دون ان ندرك انه لا معنى لها .

الامر اشبه بلعب الشطرنج الا ان النهايات تختلف والنتائج تختلف ، ان الامور محسومه قبل حتى ان نخلق و نبعث وكل شيء مدون وموضوع مسبق .. فما المعنى من هذا كله اذا ؟

قيل لنا ان بعض الامور متروكه لنا لنقرر نحن ما نحن فاعلون بها .. واذا فعلنا بها ما يعجبنا ويوافق هوانا لا هوى الرب ؟ سيغضب علينا الرب وسيعاقبنا عقابا اليما . بمعنى ان لك الحريه في ان تفعل ما يحلو لك شرط ان تفعله كما اريد انا .

ربما سيعاقبني الرب لقولي هذا وقد يأتي احدهم ويقول انها وساوس ابليس لك ، على اية حال سيجتهد الكثيرون في وصف وتشخيص حالتي .. لهم الشكر مقدما

ولكن .. اليس ذلك كله بدون معنى ؟

مالجدوى من حياة تحياها دون ان تكون قادرا على الاجابه عن ابسط الاسئله او ايجاد اجوبه لها ؟ ومن منا يملك الشجاعه للاجابه ؟

حتى في القبر نتلعثم في الاجابه عن ماسوف نسأل عنه كما روي لنا عن عذاب القبر .. طبعا في حال عشنا حياتنا كما يحلو لنا لا كما يشاء الرب .

اما غير ذلك فستكون الاجوبه فوريه ومليئه بالايمان .. وكأن الرب يقول لنا : ان الاجوبه موجوده ايها الانسان فقط عليك ان تمعن النظر وتتبع ملتي .

السبت، 9 يناير 2010

ذات مساء

ذات مساء

مرت بقربي اسراب المذنبات
بعد ذلك او قبله بقليل
مات البحر ،،
ونثرت الشائعات على جسدك
وتضرجت الشوارع بدم الفينيق
وانتِ .. لا اثم لكِ غير الغناء وجلد الذات
،،
اني ارى ظلال النوارس الكسوله تطاردك
و تغفو في عينيك الاعاصير وتنتحب القطارات
كرهت الرعود و ستائري المذعوره تحت هجمات الرياح
الى متى ؟ أقيم السدود ، أغير اسماء المدن و الوان الاشارات ..!!
،،
يا غيمة الماضي .. لاتكتبي ايامك الملأى بالتوقعات
فمع كل رجل يولد من رحم انثى ،، تولد معه رحلة البحث على انثاه حتى الممات
،،
اني ارى طريقي ..
هناكـ ، حيث تحتمي النجوم وتنتهي الحكايات
مازلت احاور صدف الكلمات
اموت بعشقي و لا اعرف .. لماذا ؟؟ ليلٌ نهارٌ تبكي الغيثارات ..!!
لكن الكل سيعرف
اني قد خنت فيالقي المنتصره
و وهبت لحم جسدي لغربان هواك .


أنني الباقي انا ..


مدخل : ،،

ولقد ذكرتكِ ،، والرماح نواهلُ ..
وأنتهى الامر .. ببساطه
لانني رجل يمقت الذكريات المكرره ، الاشياء المكرره ، الاوطان المكرره .
سيذكرني قومي ،،
وعلى ايه يا حسره ؟

***

ستعلمين صغيرتي .. انكِ فقدتي كل شيء بالتقادم
و أنني الباقي انا ،، عشقي خضر وعشقك لي دائم
ستدركين أنني .. حقيقة و واقع
ولم أكن خيال عاشق
ولا طلاسم ..

ستشيخ بك الايام ويدنو الضجر من ثغرك الباسم
وتعبث التجاعيد بخدك الرطب وتجف لدانة الذراع والمعاصم
لا غصونٌ راقصات ، لا زهورٌ ضاحكات لا براعم
لا الانامل النواعم
صغيرتي ..
غابت الاشياء عنك وصار بياضك فاحم
تسرب الشحوب الى المفاتن والقسائم
صار جمالك فوق سدة المواسم
أصبحتِ خيال انثى ،،أصبحتِ نعيق المآتم
لم يعد طيرك الحائم يخيف الحمائم
صرتي من سقط المتاع بل صرتي من الذمائم

غداً .. أبيع المشاعر ، و أستحل الصغائر والكبائر
وستعرفين من منا سيقضم الاظافر
غداً .. أبُيح الجرائم و أنزع عن الافق جهامة الغمائم
سأزيل عن وجوه البؤساء تلك العمائم
لن يبقى على صدر عذراء رجس ولا تمائم

ستعلمين صغيرتي .. انك فقدتي كل شيء بالتقادم
و أنني سأبني بين نهديك الذابلين جسور من الجماجم
و أشعل حرائق الشهوة في بقايا احراشك و أقيم الولائم
أنني الباقي انا .. ولن تصارع مراكبي تجاعيد بحرك الغائم
أنني الباقي انا .. أدق عنق كل فراشة تهفوا الى الضياء و لا تقيم المراسم
أنني الباقي انا .. عشقي محيط ، وعشقك لي بركانُ نائم